تمثّل السّنة الهجريّة الجديدة مناسبةً هامّة لعموم المسلمين في العالم، بما تمثلّه وتُحيل عليه من معانٍ مؤثرة على مستوى التّاريخ والوجدان العام للمسلمين، ومن كلّ الطّوائف والمذاهب، حيث تدفعُ هذه المناسبة الجميعَ لاسترجاع الدّروس العظيمةِ التي تنطوي عليها، ولاسيما على صعيد التّحفيز البنّاء لتوليد إرادات وطاقات العمل المشترك، والسّعي المتواصل من أجل تحقيق الانسجام والوئام والتّعاون بين المسلمين، بمختلف اتجاهاتهم ومذاهبهم، وبين دول الغرب والشّرق.

إن مركز البحرين للحوار والتّسامح يدعو في هذه المناسبة إلى إعادةِ النّظر في قضايا الحوار بين الأديان، والعلاقات غير المستقرّة بين العالم الإسلامي وعموم دول العالم، والبحث الفعّال في التّحديات والاضطّرابات الرّاهنة، من أجل معالجة العوائق التّاريخيّة والفكريّة والاجتماعيّة والسّياسيّة التي تحول دون نهوض مشاريع حوار الثّقافات والأديان. وفي هذا المجال تجدر الإشارة إلى المسائل التّالية:

– أصبح من الضّروري اليوم بذل المزيد من الجهود الجماعيّة والمشتركة من أجل معالجة قضايا الخلاف المذهبي داخل الدّائرة الإسلاميّة، والعمل على إعادة تأسيس الأرضيّة الملائمة لبناء تقارب منتج بين المذاهب الإسلاميّة، وانطلاقا من رفْد مشاريع الحوار الإسلامي-الإسلامي بالأفكار والأساليب ذات الجدوى العمليّة.

– مراجعة مشكلة “الإسلاموفوبيا” والوقوف عند الحلول التي قُدمّت لعلاج هذا الموضوع، واكتشاف النجاحات والإخفاقات على هذا الصّعيد، مع البحث المشترك في العوائق التي لا تزال تحول دون إنهاء المشاكل التي تعبّر عنها هذه الظّاهرة، على أن يتمّ ذلك عبر جهود الشّركاء من الفاعلين الدّينيين والسّياسيين في العالم الإسلامي والغربي.

– إعادة فحْص الإشكالات المعيقة التي تحيط بموضوع حوار الأديان، والتي لا تزال تمنع تحقيق تقدُّم إيجابي في هذا الملف الهام، وخصوصا فيما يتعلّق بتفعيل الخُلاصات والتّوصيات التي تصدر عن مؤتمرات حوار الأديان، وسُبل نقل هذه الخلاصات والتّوصيات إلى حياةِ الأفراد والمجتمعات، عبر برامج عمليّة ومبادرات حيويّة تشمل كلّ أتباع الأديان، مع ربط ذلك باللّقاءات التي تجري بين كبرى المرجعيّات الدّينيّة والرّوحيّة، مثل اللّقاء التّاريخي الذي تمّ بين بابا الفاتيكان والمرجع السّيّد علي السيستاني في مدينة النّجف بشهر مارس الماضي.

 

مركز البحرين للحوار والتّسامح

مملكة البحرين

١٠ أغسطس ٢٠٢١م