تؤكّد الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب، بأنّ فئة الشّباب الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٢٤ عاما كانوا أكثر تأثرا بسبب أزمة كوفيد-١٩، حيث انخفض معدّل عمالة الشّباب بنسبة ٨.٧٪ في العام ٢٠٢٠م. وفي الوقت الذي تشهد بلدان العالم نموا في عدد الشّباب، وبأكثر من ٧٨ مليون بن عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٠م؛ فإنّ الأرقام تشير إلى أنّ البلدان التي تعاني من انخفاض الدخل، هي التي تشهد ما يقارب من نصف زيادة النّمو في أعداد الشباب، وهو ما يعني أنّ التّحدّيات المتنوعة التي ستواجهها هذه الفئة في هذه البلدان؛ ستكون مضاعفة، وتتطّلب استجابة واسعة وعميقة، ولاسيما على مستوى توسيع الاهتمام بتدريب مهارات الشّباب لتكون بمستوى التحدّيات المحدقة.

على مستوى البحرين، يتّسم الهيكل العمري لسكاّن البحرين بالتّوازن النسبي، حيث إن 90% من السكان هم دون سن الـ 55 عاما، وفقا لــتقديرات عام 2020م، من بينهم 18.45% دون الخامسة عشر، و15.16% تقع في الفئة العمرية (15-24 سنة)، و56.14% بين 25 و54 عاما، ونحو 3.36% فقط عند65 عاما فأكثر. إنّ الفئة الشّبابية في البحرين، والتي تبلغ أكثر من ١٥٪، تدعو إلى اهتمام رسمي أكبر وعادل وشامل، عبر توفير كلّ ما يحتاجه الشّباب من أجل إعدادهم ليكونوا قادرين على بناء الوطن بفاعليّة كاملة، وأن يجدوا البيئة المناسبة لأنْ يُسهموا فعليّا في رسم الخطط المستقبلية للبلاد.

وعلى هذا الصعيد، يدعو مركز البحرين للحوار والتسامح إلى إعادة هيْكلة وزارة شؤون الشّباب والرّياضة، وأن تكون هناك وزارة مستقلّة مخصّصة للشّباب، وأن تتمّ العناية بهيْكلة وبناء هذه الوزارة، من حيث طواقم الموظفين والعاملين واستراتيجيّات العمل والإنجاز، لتكون الوزارة قادرة على تلبية تطلّعات الشّباب، وتوفير الفرص والإمكانات الملائمة لهذه الفئة الهامّة في المجتمع، وبما يُمكّن هذه الفئة من تجاوز التحدّيات والانخراط الكامل في المبادرات الشّبابيّة الطموحة.

كذلك، فإنّ الحكومة مدعوّة إلى توسيع نطاق المبادرات والمشاريع الموجّهة إلى هذه الفئة، وبالتّعاون مع مؤسّسات المجتمع الأهلي المختلفة، ولاسيما التي لها تواصل وقدرة على الوصول إلى الفئات الشّبابيّة في مختلف مناطق البحرين، بما في ذلك المؤسّسات الدّينيّة ومراكز التّعليم الدّيني في المناطق، والتي تتولى دورا حيويّا في إعداد الشّباب وتأهليهم معنويّا وثقافيّا.

ولا شك بأنّ التوجّه نحو الاعتماد على تولّي الشّباب للمناصب القياديّة في الدّولة؛ من شأنه أن يُعزّز الاهتمام الاستراتيجي بالشّباب وبناء قيادات المستقبل، إلا أنّ ذلك ينبغي أن يكون شاملا لمختلف المواطنين، وهو ما يتطلب ترسيخ الحقوق الأساسيّة في العدالة والفرص المتكافئة وعدم التّمييز على مستوى التوظيف، وفرص التّعليم العالي، والإشراك المتكافئ في الدّورات التّدريبيّة وتطوير المهارات التّعليميّة والمهنيّة.

 

مركز البحرين للحوار والتسامح

مملكة البحرين

١٥ يوليو ٢٠٢١م