- لتحميل الإصدار كاملا بصيغة بي دي إف: من هنا
بسم الله الرّحمن الرّحيم
في الأصل، كما هو الحال الطّبيعي دائما؛ فإن البشر كلّهم سواء. وهذه المساواة نابعة من الاشتراك الأساسي بين جميع البشر على أساس الانتماء إلى “الخلْق” الواحد، وهو المعنى التحولي والعميق الذي أسّس له الإمام علي بن أبي طالب (ع) عندما تحدّث عن مفهوم “الأخ” في إطار العلاقة المشتركة في الدّين، ومفهوم “النّظير” في شأن الاشتراك في الخلْق، وأن كلا المفهومين يقعان ضمن الإطار الإنساني الجامع. فإذا كان مفهوم “الأخ” يحمل أشدّ معاني القُرب والصّلة بين البشر؛ فإنّ مفهوم “النّظير” في اللّغة يتضمّن معنى الشّبه، والمساواة، والمماثلة.
في هذه المقولة الخالدة، لا مناص من بناء علاقة البشر مع بعضهم البعض على أساس المشاركة والانتماء الموحّد، فليس هناك ما يبرّر كسْر أو قطع هذه العلاقة، كأنْ يزعم البعضُ عدمَ وجود الرّابط الأخوي أو الميثاق الذي يوفّر هذه الرّابطة الكبيرة، فبحسب الإمام علي، هناك رابط مشترك في كلّ الأحوال، سواء على مستوى الدّين أو مستوى الخلْق، وهذان المستويان يتقاطعان مع بعضهما البعض، ولا يلغي بعضهما الآخر، وعلى طول الخطّ.