يهنيء مركز البحرين للحوار والتسامح Bahrain Interfaith المواطنين المسلمين في البحرين وفي عموم دول العالم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، ويتمنّى المركز أن يعمّ الخير والسّلام في كلّ مكان، وأن يستفيد الجميع من القيم الروحيّة للشّهر الكريم للخلاص من كلّ الصّراعات والأزمات ومن آفات التّناحر والبغضاء، كما يدعو المركز بهذه المناسبة إلى أن يعمل المعنيّون في الحكومات وأصحاب الأيادي البيضاء ومؤسّسات المجتمع الأهلي؛ من أجل ابتكار الوسائل والطرق الكفيلة بتعزيز قيم التّعاون والتآخي والتكافل الاجتماعي، وبما يتناسب مع الإجراءات المتخذة في هذه الظروف الصحيّة لمواجهة فيروس كورونا الجديد.

على المستوى المحلي، فإنّ مركز البحرين للحوار والتسامح (BI) ينوّه من جديد بضرورةِ الالتزام بالإجراءات والتوجيهات التي أصدرتها الجهات المعنيّة بمواجهة كورونا، وأكدت عليها المرجعيّات الروحيّة في البلاد، ويؤكد المركز بأنّ الالتزام الوقائي بهذه الإجراءات لا يتنافى مع إحياء العبادات الخاصّة بشهر رمضان، مع الحرص على التباعد الجسدي وعدم إقامة التجمُّعات والعناية بالمستلزمات الصحيّة، إضافة إلى ضرورة تجسيد معاني الشّهر الكريم عبر مساعدة المحتاجين وسدّ العوز عن الفقراء وإشاعة المحبّة والسّلام بين الجميع.

ويود مركز البحرين للحوار بهذه المناسبة الكريمة أن يسجّل النقاط التالية:

١- تثمين الدعوات التي صدرت في البحرين لمعالجة ملف السّجناء وخاصّة مع حلول شهر رمضان، مع الأمل أن تجد هذه الدّعوات صداها لدى الجهات المعنيّة وأن يتم التّعاطي معها من المنطلق الإنساني البحت.
٢- التّأكيد أنّ الخيار الاستراتيجي الذي يضمن الخروج من مرحلة الأزمة هو البدء في حوار ومصالحةٍ وطنيّة شاملة بين مختلف الأطراف.
٣- الثناء على المكاسب التي حقّقها التلاحمُ الوطني في إطار مكافحة وباء كورونا والأمل في الحفاظ على هذه المكاسب عبر توظيفها في توسيع نطاق التّعاون بين الحكومة والشّعب في مواجهة كلّ الأزمات التي تواجه البلاد.
٤- ضرورة أن يأخذ الجميع بجديّة تداعيات مرحلة كورونا وآثارها التحوليّة العميقة والشّاملة والتي ستبقى لفترةٍ من الزمن، ما يتطلب إعادة النّظر في عموم الإستراتيجيّات وطرائق التفكير وآليات العمل.
٥- الدعوة إلى تفكيرٍ جماعي وتعاون مشترك بين الدّولة والجهات الأهليّة والشّخصيات العامة لبناء المرحلةِ المقبلة بعد كورونا وهي مرحلة ينبغي أن تكون فرصة للبناء الشّامل.

يشدّد مركز البحرين للحوار على أنّ المضي قُدما في هذه الخارطة لا يمكن إلا بعد أن يؤمن الجميعُ بقيم الحوار والتّسامح والتآلف والرّحمة والسّلام، وهي قيم إنسانيّة ودينيّة تجد أجواءها الداعمة في شهر رمضان على وجه الخصوص، على أن يكون هناك توجّه رسميّ وأهلي مشترك لترسيخ هذه القيم وتحويلها إلى مفاهيم ثابتةٍ في التّفكير وأنماط السّلوك وفي التعاطي اليومي بين الأفراد والجماعات، ولا شك أن ذلك يحتاج إلى توسيع نطاق الجهود والاجتهادات الرسميّة والأهلية المعنيّة بترويج هذه القيم العليا، وإدماجها في مناهج التعليم والتّوجيه في المدارس والجامعات والمساجد والمآتم، ويدرك المركز أن هذا التوجُّه لا ينفصل على التوجُّه العملي المنتظر باتجاه المبادرة نحو المصالحة الوطنيّة وبناء الحوار الوطني على قاعدة اقتناع كلّ الأطراف بأنّ استمرار دوامة الأزمة كلفته باهظة على الجميع.

ورمضان كريم…

مركز البحرين للحوار والتسامح Bahrain Interfaith

مملكة البحرين – ٢٣ أبريل ٢٠٢٠