دعت المرجعيات والقيادات الدينية والروحية في البحرين خلال الأسابيع الماضية إلى وقف كل أشكال الاحتفالات الدينية التي تستدعي التجمع التزاما بالتعليمات الصحية التي أصدرتها الجهات الرسمية في البلاد لمواجهة تفشي وباء كورونا، وأكدت المواقف على البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة. ولكن مواطنين ومدونين أشاروا إلى عدم التزام البعض بهذه التوجيهات، وعبروا عن الاستياء مما وصفوه بالإهمال والاستهتار في هذا الموضوع.

وفي وقت سابق، أكدت إدارة الأوقاف الجعفرية في البلاد (هيئة رسمية) إيقاف صلوات الجمعة وتجميد الفعاليات الدينية في المساجد والجوامع، وتلاقى ذلك مع بيانات متفرقة من علماء بحرينيين بارزين شددت على وقف التجمعات الدينية والفعاليات التي تُقام في المساجد، بما في ذلك إحياء المناسبات الدينية وإقامة مجالس العزاء ومراسم التشييع.

انتقاد للإهمال في التزام التعليمات

وانتقد نشطاء إهمال بعض المواطنين في الالتزام بهذه الإرشادات الرسمية والدينية. وكتبت الناشطة التربوية جليلة السلمان بهذا الخصوص “قال مختصو الصحة كلمتهم، وقال علماء الدين كلمتهم، #قعدوا بالبيت. ماذا يريد الناس أكثر من كلمة فصل من مختص ومشرّع؟“، وأضافت “هل ينتظرون أن نكون صين ثانية أو إيران ثانية أو إيطاليا ثانية.. لا نملك ربع إمكاناتهم.. ارحموا أنفسكم وأهليكم ومن تحبون. الخروج للضرورة فقط“.

وأصدر كلّ من العلامة السيد عبدالله الغريفي والشيخ محمد صالح الربيعي والشيخ محمد صنقور، أكثر من بيان بشأن الالتزام بالإرشادات الصحية وعدم إقامة التجمعات الدينية وصلوات الجماعة، وأكدوا في بيان أخير “ضرورة الامتناع بشكل مطلق وقاطع عن إقامة الفواتح، والأعراس، ومختلف التجمعات، حتى لصلوات الفرادى في المساجد“، وجاءت هذه الدعوة بعد انتشار الوباء في بعض القرى الأسبوع الماضي نتيجة مشاركة أحد المصابين في مجالس الفاتحة، رغم التحذيرات التي صدرت من علماء الدين بهذا الخصوص.

وكان آية الله الشيخ عيسى قاسم أصدر بيانا إضافيا دعم فيه موقف العلماء في البحرين، وشدد على عدم “التراخي عن اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة للوقاية من الوباء الفتاك“، وقال بأن “الإهمال إجرام وظلم في حق النفس والغير“، مؤكدا على إيقاف مختلف أنواع التجمعات الدينية وغيرها “ولزوم تطبيق ذلك“.

ودعا رضي الموسوي – الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني الديمقراطي وعد – إلى “تنفيذ قرارات حمائية ضد كل من يحاول العبث بالأمن المجتمعي، عبر استهتاره وقيامه بتنظيم فعاليات ومناسبات دينية وغير دينية في بيته أو في أمكنة مغلقة“، ورأى الموسوي في مقال بأن “نقل قراءة الموالد والفواتح من المآتم والحسينيات إلى المنازل هو التفاف على توجيهات الجهات المختصة وتحايل عليها، وخروج على ما دعا له رجال الدين والعلماء“.

دعوة لمبادرة من المرجعيات الروحية

من جهة أخرى، دعا ناشطون إلى أن تبادر المرجعيات الروحية في البلاد إلى اتخاذ موقف واضح ومشترك في موضوع التجمعات الدينية، ورأى بعض المتابعين بأن على هذه المرجعيات المحلية أن “تكون حازمة في هذا الشأن، وأن تستعمل كل أدوات التأثير التي تملكها لكي تلزم الجميع بعدم إقامة أو المشاركة في أي تجمع ديني، بما في ذلك استعمال الفتاوى الدينية الصريحة“، وأشار نشطاء إلى “ضرورة أن تعلن المرجعيات المحلية للناس بشكل واضح إيقاف إقامة الصلوات اليومية والتجمعات الدينية في كل المساجد والجوامع والكنائس ودور العبادة“.

وخشي ناشطون أن تضطر الدولة إلى فرض حظر التجول لمنع تفشي الوباء، بسبب ما وصفوه “جهل واستهتار البعض” بحسب تعبير المدون محمد السلمان الذي ذهب إلى ضرورة “فرض ما يشبه منع التجوال ومحاصرة فايروس كورونا“، ودعت الصحافية ريم خليفة إلى “تعاون الجميع وحظر التجول والتجمعات.. ليتم السيطرة على كورونا في البحرين“، في حين شدد الصحافي والشاعر جعفر الجمري على أهمية “حظر التجول الشامل في البلاد”، وقال بأنه ما لم يتم ذلك “فستذهب كل جهود السيطرة على فيروس كورونا هباء منثورا” بحسب تعبيره، في حين أمِل ناشطون “ألا تضطر الدولة إلى اللجوء الأمني لتنفيذ الحظر، وأن يسهم الجميع في رفع مستوى المسؤولية الوطنية والدينية المشتركة، بالالتزام الكامل بالتعليمات والإرشادات وعلى رأسها البقاء في المنازل وعدم التجمع لمنع تفشي الوباء“.