- للقراءة والتحميل بصيغة بي دي إف: من هنا
مقدّمة
لقد كانت البحرين مسرحا للإضطرابات السّياسيّة والإجتماعية منذ فبراير/شباط 2011. وقد تأثر البحرينيّون – بمختلف فئاتهم – بالمسيرات الدّيمقراطيّة التي اجتاحت دولا عربيّة، وخاصة في تونس ومصر بشهر يناير/كانون الثاني 2011. إنّ التّحرك الكبير في العالم العربي خلال تلك الفترة، والذي وصفته وسائل الإعلام بـ “الرّبيع العربي”؛ حفّزَ عشرات الآلاف على التّظاهر في الشّوارع، والاعتصام لأسابيع في دوار اللؤلؤة بالمنامة، عاصمة البحرين، للمطّالبة بملكيّةٍ دستوريّة، وإنهاء أطولِ عهدٍ لرئيس وزراء في العالم، الشّيخ خليفة آل خليفة، الذي تمّ تعيينه في منصب رئيس الوزراء منذ أكثر من 44 سنة.
ركّزت المطالبُ على إعطاء المواطنين البحرينيين الحقّ في انتخاب حكومتهم، ومنْح السّلطة التّشريعيّة للبرلمان، وإجراء الإنتخابات على أساس المبدأ العالمي “صوت لكل مواطن“. كان هناك حضور معيّن من المواطنين والقيادات من أهل السّنة، وخاصة بعد الاعتصام بدوار اللؤلؤة، إلا أنّ أغلب المتظاهرين كانوا من المواطنين الشّيعة. في 14 مارس/آذار 2011م؛ دخلت قواتٌ عسكريّة من السّعوديّة والإمارات إلى البحرين، في مهمّةٍ معلنة من قِبل قوّات درع الجزيرة العربيّة، وهي حماية المواقع الحيوية في الجزيرة الصّغيرة. (العربية 14–3–2011)1.
في 15 مارس/آذار 2011، أصدر ملكُ البحرين حمد بن عيسى آل خليفة مرسوماً ملكياً بإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر (وكالة أنباء البحرين)[1]. في وقتٍ لاحق؛ أعلنت حكومة البحرين “تطهير” وهدْم دوار اللؤلؤة. قُتل العشرات، وأُلقي القبض على الآلاف، أو فُصلوا من وظائفهم. لم يتمّ هدْم دوار اللؤلؤة فحسب؛ بل تم تغيير اسمه، وأُطلق عليه تقاطع الفاروق. أدّت الأزمة في البحرين إلى تفتيت الهويّة الوطنيّة، وبناء حواجز قويّة بين الشّيعة والسنة، وبين المؤيدين والمعارضة. كان الخلافُ، ولا يزال متأثراً بالسّياق الإقليمي غير المستقر، والصراعات الطّائفيّة الحادّة، وخاصّة في العراق واليمن.
[1] وكالة أنباء البحرين – المرسوم الملكي رقم 18
http://www.bna.bh/portal/en/news/449960