- لقراءة وتحميل الورقة كاملة بصيغة بي دي إف: من هنا
مقدمة:
ثمّة أكثر من أهميّة لخطاب آية الله الشّيخ عيسى قاسم الذي ألقاه في ذكرى ١٤ فبراير ٢٠٢٠م، (نص الخطاب في شقّه المحلي، في الملحق) وهو الخطاب الجماهيريّ الأوّل من نوعه في هذه المناسبة، كما أنّه الموقفُ الثاني للشّيخ قاسم في المناسبة ذاتها منذ خروجه من البحرين في شهر يوليو من العام ٢٠١٨م.
من المفيد، أولا، قراءة خطاب الشّيخ هذا العام في سياقٍ واحد مع بيانه العام الماضي بالذكرى نفسها [1]. في البيان المشار إليه؛ برزَ الدّفعُ المباشر إلى إنهاء الصّراع الجاري في البحرين، وأكّد البيانُ خطأ استمرار الصّراع، مشدّدا على ضرورة أن يكون هناك توجّه لدى الجميع من أجل أن “يستريح الوطن“. هذه الدّعوة كانت لافتة، وعلى أكثر من مستوى؛ لاسيما حينما اعتبر البيانُ منْ يعمل على تأجيج الصّراع والاستنزاف في البحرين – وبما يؤدى إلى إنهاء وجود هذا الوطن – بأنه يندرج في خانة “الخيانة” و”الجريمة“، وأوضح البيانُ بأن ذلك يشمل كلّ منْ يتورّط في ذلك، سواء أكان من داخل البحرين أم خارجها، من المعارضة أو الحكومة أو من خارجهما.
إلا أن هذا الأمر – كما شدّد البيانُ في أكثر من موضع – ليس منفصلا عن ضرورة العمل الحثيث من أجل المطالبة بالحقوق، وعلى رأسها الحقّ السياسيّ، والذي يُفترض أن يؤسّس لعلاقةٍ سليمة بين الحكومة والشّعب، وبما يمهّد الطريق إلى التعاون والانسجام في أداء المهام والمسؤوليات.
من هذا السّياق، وعلى نحو التسلسل؛ يأتي خطاب آية الله قاسم هذا العام، حيث يقدّم الخطاب المحدّدات التي ينبغي أن يتم اعتمادها -من قبل المعارضة على وجه الخصوص- من أجل المضي في المعاني التي طرحها بيان ٢٠١٩م، كما يضع خطابُ الشّيخ قاسم هذه المحدّدات في إطار رؤية محدّدة، لاعتمادها (أي هذه الرؤية) في إدارة الأزمة القائمة في البلاد.
[1] انظر ورقة: “إنهاء الصراع في البحرين.. قراءة تحليلية في بيان آية الله الشيخ قاسم بذكرى ١٤ فبراير ٢٠١٩م“، إعداد مركز البحرين للحوار والتسامح، فبراير ٢٠٢٠م: https://bahraininterfaith.org/?p=2674&lang=ar