تمر اليوم، ١١ فبراير، الذكرى الثلاثين لخروج المناضل الراحل نيلسون مانديلا من السجن بجنوب إفريقيا، بعد أن قضى قرابة ٢٧ عاما في السجون، بسبب دوره المناهض لنظام الفصل العنصري. وفور خروجه من السجن، في العام ١٩٩٠م، باشرَ مانديلا مفاوضات مع الرئيس الجنوب الأفريقي، في حينه، دي كليرك، لإنهاء التمييز العنصري، وبعد ٤ سنوات جرت أوّل انتخابات ديمقراطيّة في البلاد، انتُخب فيها مانديلا رئيسا، ليكون أول رئيس من العرق الأسود لجنوب أفريقيا.

وخلال الأعوام ١٩٩٤-١٩٩٩م، عمل مانديلا على إقرار دستور جديد يراعي حقوق الأقليّات وحريّة التعبير، ووظّف مانديلا كلَّ الوسائل المتاحة لتحقيق المصالحة بين السّود والبيض رغم حدة الصّراع التي عانتها البلاد لعقودٍ طويلة.

يمثل هذا اليوم ذكرى مثالية لتحفيز كلّ الدول والحكومات في العالم، من أجل الاستمرار في الأخذ بتجربة المناضل الرّاحل، وخاصة على صعيد إنهاء التّمييز وكل أشكال العنصريّة، والعمل على بناء المصالحة الوطنيّة التي تفضي إلى حكم عادل يعزّز السّلم والاستقرار لكلّ مكوّنات المجتمع.

وبهذه المناسبة، يدعو مركز البحرين للحوار والتسامح Bahrain Interfaith حكومة البحرين إلى العمل الجاد والمتواصل لتبييض السّجون من كلّ معتقلي الرأي والسّجناء السياسيين، وأن تعمل على تنفيذ المعاهدات والالتزامات الدوليّة في مجال حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعيّة.

ويشدّد مركز البحرين للحوار والتسامح أن أطراف الأزمة في البحرين مدعوون اليوم إلى الأخذ بتجربة الحوار والمصالحة التي قادها مانديلا، لكونها لا تزال تمثل درسا تاريخيا في إنهاء الصراع والأزمات الدّاخلية، وهي دعوة باتت ملحّة في ظلّ التحدّيات العديدة التي تواجه الوطن والمواطنين.

مركز البحرين للحوار والتسامح Bahrain Interfaith

مملكة البحرين – ١١ فبراير ٢٠٢٠م