لقراءة وتحميل الورقة كاملة: من هنا

 

اللا عنف في سيرة الشّيخ علي سلمان

 

المقدمة 

شهِد العالمُ في العقد الأخير انتفاضاتٍ عدّة، بعضها انتفاضات اتّخذت منهجَ اللاعنف باعتبارها استراتيجيّة لها، كما هو حالُ الحراك الذي شهدتهُ بلدانٌ مثل تونس ومصر والبحرين. وأبرزت هذه الانتفاضات الشّعبيّة أهميّة النّضال اللاعنفي، ومدى قدرته على مواجهة الواقع القمعي، والقدرة على تفكيكه، ومن ثمّ استطاعت رسْمَ صورةٍ جديدة في الوعي العربي، عنوانها: “الشّجاعة”، التي تعني مواجهة الرّصاص بالصّدر العاري.

كذلك أبرزت لنا حركةُ الاحتجاجات حقائقَ أخرى، من قبيل إمكان التّغيير بواسطةِ “المقاومة اللاعنفية”، وأنّ التّغيير المدنيّ السّلمي قادر على إنجاز التّغيير وإنْ تطلّبَ كفاحاً سلميّاً وتراكماً طويلَ الأمد. كما أثبتت الاحتجاجاتُ أنّ طريقَ العنف لا يُوصل إلى الأهدافِ المرجوّة، بل إنّ العنفَ يُولّد العنف المضاد، ويُفضي إلى نتائج تُعيق بناء السّلام، إضافة إلى أنّ ارتدادات العنف الدّاخليّ تؤدّي إلى الفوضى، وتشظّي المجتمع وانقسامه، وبالتّالي هدْم كيان الدّولة برمّتها، كما حصلَ مثلاً في سوريا وليبيا

وعلى ضوء ذلك، وضمن المبادئ الأساسية لـ”جمعيّة الوفاق” في البحرين، كان موضوع السلمية بقيادة أمينها العام الشّيخ علي سلمان، صاحب الصوت المؤثر على جمهوره، وقد دعا إلى التظاهرات السّلميّة اللّاعنفيّة في البلاد، متّهماً الحكومة باستخدام أساليب العنف لقمع الاحتجاجات، لإسكات تلك الأصوات المنادية بالحقوق والإصلاح في البلاد.

وتسلط هذه الورقة الضوء على ملامح “اللا عنف” في سيرة الشيخ علي سلمان، من خلال استقراء جوانب من هذه الملامح.