الشيخ القوال بهزاد سفو (يمين) والشيخ أحمد حسن أحمد

أجرت مندوبة مركز البحرين للحوار والتسامح لقاءا مع ثلاثة شخصيات دينيّة عراقية، على هامش مؤتمر “دور المرجعيات الدينيّة في حالات النزاعات المسلحة” التي نظمته منظمة “نداء جنيف”، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في بيروت، يوم الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٩م. وشارك في المؤتمر عدد من علماء الدين من العراق، إيران، والبحرين، وبينهم رئيس مركز البحرين للحوار والتسامح الشيخ ميثم السلمان.

في هذا اللقاء، نستطلع آراء كل من القوال بهزاد سليمان سفر، وهو عراقي إيزيدي، والشيخ أحمد حسن أحمد (كردي سني)، والناشط الحقوقي العراقي زيدان العطواني، عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق.

وفيما يلي نصّ اللقاء:

  • ما الجهد المطلوب للمزاوجة بين دور المرجعيات الدينية وبين الجهات الرسمية وبين الجماعات السياسية المعارضة، في إطار التعاون لحل الأزمات المسلحة؟

– القوال بهزاد سليمان سفر: أنا أطالب المرجعيّات الدّينيّة أن تحثّ المجموعات المسلّحة المتطرفة دينيا لتسليم السّلاح إلى الدولة، ويكون تحت سقف القانون. لأن القانون يحمي جميع المدنيين. أنا أتحدث بالخصوص هنا عن منطقة سنجار، وأتحدث تحديدا عن الجماعات المتطرفة، التي تحمل فكرا تكفيريا، مثل “داعش”. السنجار في شمال العراق هي أكبر تجربة. توجد هناك جهات مسلحة غير حكومية، ونشأ نزاع بينهم في الوقت الحالي، ممّا أدى إلى عدم عودة النازحين. يوجد ما يقارب ٤٠٠ ألف نازح في إقليم كردستان العراق، وهم لا يستطيعون العودة إلى ديارهم. النتاج سلبي، ليس فقط على الأقليات، بل على أتباع الأديان كافة. نحن ضحية هذه النزاعات. وإذا كانت السّلطات الرسميّة غير مؤهلة لتكون حاملة للسلاح، إلا أنها أفضل من أن تكون بيد الجماعات المسلحة التي تحمل فكرا دينيا متطرفا، وتكفيريا، التي لا تؤمن بالحريات الدينية.

 

غياب الحريات الدّىنيّة

  • ألا تعتبر  أن  غياب الحريات الدينية في بلدان عربية يؤثر على قيام المرجعيات الدينية بدورها الإيجابي في حل النزاعات؟

الشيخ أحمد حسن أحمد: الإنسان في الوطن العربي والعالم الإسلامي مظلوم. يتم ارتكاب الاضطهاد السّياسي باسم الدين، فيتعرض الإنسان للحرب والانتهاكات. في المقابل، الدّين هو السّلام والتعايش والأخلاق. هل الدين يؤيد هذه الأفعال؟ طبعا لا. وهو ما يعني أنّ غياب الدّين في العالم الإسلامي هو السبب. إنّ من خصائص هذا الدّين هو الربانية الواقعية، والشمولية، ولا يمكن فصله عن السّياسة.

  • لكن، لماذا نشاهد غياب الحرية، وخاصة حماية الحريات الدينية؟

الشيخ أحمد حسن أحمد: غياب الحرية الدّينيّة يُنشئ بعض المشاكل. لماذا لا نرجع إلى الصميم الديني، وإلى القرآن فالله سبحانه قال (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً)، الاختلاف هو من صنع الله، أما الممنوع هو (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ). أنا أدعو للرجوع إلى الأصل، وهذا يقع على عاتق رجال الدين، بالإضافة إلى رجال السّياسة. السلطات في العالم العربي هي التي تقمع الدين، فالديانات متشابهة ومتماهية، في الحقيقة. نحن من منطلق ديني لا نجد أي مشكلة مع الآخر، والعقوبات في الفقه الإسلامي لا تطال الناس بهذه الطريقة. العقوبات تكون على الجرائم، أما بالنسبة إلى حرية الاعتقاد فهي مكفولة، فالقرآن الكريم كفلها وأعطى الحرية. الله سبحانه وحده منْ يحاسب على الاعتقاد.

 

العنف في العراق

زيدان العطواني
  • كيف تقيم الأمور الجارية في العراق، على مستوى الحد من العنف، وخاصة بعد الاحتجاجات الأخيرة؟

– زيدان العطواني: في العراق، هناك عمل مشترك بين المرجعيّات الدينيّة أو رجال الدين، وبين المؤسسّات التنفيذية، المتمثلة في الحكومات كافة. لكن للأسف الشّديد، اليوم نلاحظ أن هناك انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وعدم تطبيق المعايير الدوليّة، سواء على مستوى التطبيق العملي أو على مستوى التطبيق النظري. اليوم، القانون الدولي الإنساني لا توجد ثقافة به عند أغلب القائمين على الأمور العسكرية في حالة النزاعات المسلحة، وهذا واضح جداً في العراق.

هناك انتهاكات واسعة من قبل القوات الأمنية للمدنيين، وللذين لا يستطيعون حمل السلاح، لذلك نعتقد أنه من الضرورة أن تكون هناك معرفة وثقافة كي يفهم الجميع ما هو القانون الدولي الإنساني.

نحن في المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراقيومياً ندين ما يحصل من عنف، وننشر بيانات بكل الأعداد والإحصاءات. هناك انتهاكات وأعمال وحشية. الجميع لا يعرف ماذا يريد، حتى المتظاهرين ليس لديهم قيادات، وليس لديهم برنامج.